Page 58 - web
P. 58

‫مقالات وآراء‬

          ‫متحور «أوميكرون»‬                                                                                          ‫أ‪ .‬د‪ .‬سيد أمين عامر‬
                                                                                                                     ‫مركز البحوث الأمن َّية‬
     ‫وانعكاساته على الأمن‬                                                                                     ‫جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية‬
                   ‫الصحي‬
                                                                                                                               ‫‪58‬‬
‫منـذ ظهـور المتحـ ِّور الجديـد لفيروس «كوفيـد – ‪( »19‬أوميكـرون) في نوفمرب ‪ ،2021‬والعالـم لا يـكاد‬
‫يلتقـط أنفاسـه بسـبب سـرعة انتشـاره التـي فاقـت سـابقيه بخمسـة أضعـا ٍف تقري ًبـا؛ حيـث أعلنـت‬
‫منظمـة الص َّحـة العالم َّيـة في الثـاني عشـر مـن ينايـر ‪ 2022‬أن أكرث مـن ‪ 15‬مليـون حالـة إصابـة بالمتحـور‬
‫الجديـد (أوميكـرون) لفيروس «كوفيـد – ‪ »19‬أُع ِلـن عنهـا خالل أسـبوع‪ .‬وصـ َّرح «تيـدروس أدهانـوم‬
‫جيبرييسـوس»‪ ،‬مديـر من َّظمـة الص َّحـة العالم َّيـة‪ ،‬بأنـه على الرغـم مـن عـدد الحـالات الكبير‪ ،‬فـإن عـدد‬
‫الوفيـات الأسـبوع َّية ظـل مسـتق ًّرا منـذ أكتوبـر المـاضي‪ ،‬بمتوسـط​​‪ 48‬ألـف حالـة‪ ،‬كمـا أنـه على الرغـم مـن‬
‫أن عدد المرضى الذين تستقبلهم المستشفيات آخ ٌذ في الازدياد في معظم البلدان‪ ،‬فإ َّنه ليس بالمستوى‬
‫الذي ُس ِّجل في الموجات السابقة‪ ،‬وأفاد بأن هذا ربما يرجع إلى انخفاض شدة تأثير «أوميكرون» على‬
‫الص َّحـة‪ ،‬ومـا أكسـبته التطعيمـات والإصابـات السـابقة لدفاعـات الجسـم المناع َّيـة‪ .‬مـن ناحيـة أخـرى‪،‬‬
‫أفـاد «جيبرييسـوس» بـأن انتشـار الفيروس وأشـكاله المتحـ ِّورة عرب العالـم بسـرعة فائقـة قـد يدعـو إلى‬
‫القلق‪ ،‬وصرح قائ ًل‪« :‬أشعر بقل ٍق بال ٍغ من أن يؤ ِّدي انتشار أوميكرون‪ ،‬كونه أشد عدوى‪ ،‬في الوقت‬
‫نفسه مع دلتا‪ ،‬إلى تسونامي من الإصابات‪ ،‬وقد يمثل ذلك عب ًئا هائ ًل على الطواقم الصح َّية المن َهكة‬
‫وعلى منظومـات صح َّيـة باتـت على شـفير الانهيـار»؛ ذلـك لأن الذيـن لـم يتلقـوا جرعـات التحصين لا‬
‫يزالـون يمثلـون العائـق الرئيـس في التعايـش مـع الجائحـة بجميـع أشـكالها؛ ففـي إفريقيـا‪ ،‬على سـبيل‬
‫المثال‪ ،‬لم يتل َّق أكثر من ‪ 85%‬من الناس جرعة واحدة من اللقاح‪ ،‬إما لعدم الوعي وإما لسوء إدارة‬

                                                                                            ‫الأزمـة‪.‬‬
‫ومنـذ ظهـور المتحـور «أوميكـرون» فـإن العلمـاء مشـغولون بأمريـن مهمين مـن أجـل احتـواء الجائحـة‪،‬‬
‫أولهمـا‪ :‬التحـور فائـق السـرعة للفيروس‪ ،‬والثـاني‪ :‬منشـأ الفيروس وآل َّيـة انتشـاره‪ .‬كمـا أشـارت المقالـة‬
‫إلى أن «فرض َّيـة الفـرد الواحـد» تلقـى دع ًمـا كبي ًرا في الوسـط العلمـي؛ بمعنـى‪ :‬أن الفيروس قـد يتحـ َّور‬
‫بسرعة إلى أشكال متع ِّددة داخل الشخص الواحد قبل أن ينتقل بين الأشخاص‪ ،‬وقد أرجع العلماء‬
‫ذلك إلى أن الشخص الذي يعاني ضع ًفا في جهاز المناعة هو الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس‪ ،‬وتزداد‬
‫قابل َّيـة تحـوره فيـه واسـتغراقه وق ًتـا أطـول للعالج؛ حيـث تـزداد فرصـة المتحـور لاكتسـاب كثير مـن‬
‫الطفـرات التـي تحتـاج في الغالـب إلى مـدة دوران أوسـع داخـل كثير مـن الأشـخاص‪ .‬وقـد كشـفت‬
‫تحليالت «أوميكـرون» عـن أن الساللة الجديـدة تحتـوي على ‪ 50‬طفـرة‪ ،‬تحـ َّور مـا يزيـد على ‪ 30‬منهـا‬
   53   54   55   56   57   58   59   60   61   62   63